روائع مختارة | روضة الدعاة | تاريخ وحضارة | نشأة الدولة العبيدية (الفاطمية)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > روضة الدعاة > تاريخ وحضارة > نشأة الدولة العبيدية (الفاطمية)


  نشأة الدولة العبيدية (الفاطمية)
     عدد مرات المشاهدة: 3981        عدد مرات الإرسال: 0

الفكرة والدعوة.. سلك العبيديون الفاطميون مسلك العباسيين عند تأسيس دولتهم فمهدوا لدولتهم بالدعوة إلى الفكرة الشيعية في مصر والمغرب واليمن، وأصبح لها أتباع وأنصار بكل من هذه البلاد، بل استطاعوا أن يستميلوا وزراء العهد الأخير للأغالبة، وكان داعي دعاتها في المرحلة الأخيرة قبل قيام دولتهم أبو عبد الله علي بن حوشب الشيعي، فعمل على نشر الدعوة للعبيديين الفاطميين في بلاد المغرب منذ سنة 280 هـ ثم شمال إفريقية سنة 289 هـ.

 استطاع أبو عبد الله أن يحشد جيشًا من أتباعه ويواجه دولة الأغالبة في حروب امتدت حوالي خمس سنوات حتى سنة 296، والتي استطاع فيها أن يقضي تمامًا على دولة الأغالبة

 وامتد نفوذ العبيديين الفاطميين في ذلك الوقت إلى أكثر أجزاء بلاد المغرب حتى أصبحوا أصحاب السلطان المطلق في جميع الجهات الواقعة غرب مدينة القيروان.

 عبيد الله المهدي والنشأة:

أثناء هذه الحروب أرسل أبو عبد الله إلى عبيد الله[1]يدعوه للقدوم إلى بلاد المغرب، وبالفعل عزم عبيد الله على الرحيل إلى المغرب، ولكنه احتاط واستخفي ومر في طريقه بمصر فرحب به أتباعه ودعاته بمصر، وصادف بعد ذلك بعض المتاعب، حتى وصل إلى سجلماسة بالمغرب الأقصى وكان يعيش بها آمنًا بسبب إغداقه المال على واليها اليسع ابن مدرار، غير أن معاملة الوالي تبدلت بعد انتصار أبى عبد الله الشيعي على الأغالبة سنة 296، فقبض على عبيد الله وزجه وأتباعه في السجن، فلما امتد نفوذ أبي عبد الله ووصل إلى سجلماسة فر واليها، فأطلق سراح عبيد الله من سجنه في سجلماسة وأُخذت لعبيد الله البيعة ثم سار في جيش كبير من الجند حتى وصل رقادة (عاصمة الأغالبة سابقًا) فتلقاه أهلها بالترحاب واتخذها عاصمة له، وأمر بذكر اسمه في الخطبة على منابر البلاد وتلقب بالمهدي أمير المؤمنين، وبذلك قامت الخلافة العبيدية الفاطمية في شمال إفريقية.

 معاناة العبيديين (الفاطميين) من القلاقل والاضطرابات المتتالية ببلاد المغرب:

مقتل أبي عبد الله الشيعي:

ولأن أبا عبد الله الشيعي هو صاحب الفضل الأول في التمكين لعبيد الله فقد علت مكانته بين أهالي بلاد المغرب وقبيلة كتامة (إحدى القبائل البربرية التي ساعدت عبيد الله مساعدة عظيمة). ومن ثم حنق عليه عبيد الله وخشي أن يضعف نفوذه، فأمر بقتل كل من أبى عبد الله وأخيه العباس فى جمادى الآخرة سنة 298، فثار أهالي المغرب عليه خاصة الكتاميون ولكنه استطاع أن يخمد هذه الثورة.

 القضاء على الأدارسة:

ازدادت طموحات عبيد الله في إخضاع المغرب كله له واستطاع القضاء على نفوذ الأدارسة سنة 312 هـ على يد موسى بن أبى العافية، الذي بدوره أخذ نفوذه في الازدياد حتى خلع طاعة الفاطميين، ودخل في طاعة عبد الرحمن الناصر الأموي بالأندلس، فأرسل عبيد الله ابنه وولي عهده أبا القاسم القائم سنة 315 إلى موسى، واستطاع أن يعيد للعبيديين (الفاطميين) نفوذهم..

 وأقام عبيد الله مدينة المهدية واتخذها عاصمة لدولته، وكان البحر يحيط بها من ثلاث جهات وبني بها دارا للصناعة تسع أكثر من مائتي مركب ثم بنى بجوارها مدينة زويلة.

 ثورة أبي يزيد مخلد بن كيداد:

وفى سنة 316 ثار أبو يزيد مخلد بن كيداد، وامتدت ثورته إلى زمن القائم الذى تولى بعد وفاة أبيه عبيد الله، وأبو يزيد هذا نشأ في مدينة تورز وتعلم القرآن واعتنق فكر الخوارج الصفرية، وعادي الشيعة واجتمع إليه سائر الخوارج، وبعض قبائل البربر وبايعوه سنة 331 هـ على قتال الشيعة، وكان البربر يرون أنهم فتحوا الأندلس وبذلوا جهدهم لتولية العبيديين (الفاطميين) الخلافة دون أن ينالوا شيئًا، لذلك تزعم أبو يزيد ثورة هؤلاء البربر ليستعيد سلطانهم..

 كان أبو القاسم القائم شرًا من أبيه، زنديقًا ملعونًا، أظهر سب الأنبياء، وكان مناديه ينادي: العنوا الغار وما حوي، وقتل خلقًا من العلماء، ومات عام 334 هـ.

 أرهق أبو يزيد العبيديين (الفاطميين) حتى قضوا على ثورته سنة 336 هـ ولكن نفوذ العبيديين (الفاطميين) تضاءل في بلاد المغرب وساءت حال البلاد في شمال إفريقية من جراء تلك الثورات.

 إخضاع المغرب للسيطرة العبيدية (الفاطمية):

وتولى أمر الخلافة العبيدية (الفاطمية) بعد القائم إسماعيل أبو طاهر المنصور سنة 334هـ، وفي سنة 337هـ أسس المنصور مدينة المنصورية واتخذها حاضرة له ولها خمسة أبواب الباب القبلي والباب الشرقي وباب زويلة وباب كتامة وباب الفتوح. وكانت جيوش العبيدين (الفاطميين) تخرج من باب الفتوح. وازدهرت بها التجارة..

 ثم جاء المعز بن المنصور فعمل على توطيد نفوذه في بلاد المغرب فعهد إلى جوهر الصقلي بإخضاع الأمراء الثائرين في نواحي البلاد ونجح في إقامة الدعوة للعبيديين (الفاطميين) على جميع منابر المغرب عدا سبتة وطنجة.

--------------------------------------------------------------------------------

[1] عبيد الله مؤسس الدولة الفاطمية، اختلف العلماء في نسبه فمن قائل: إنه من نسل على بن أبى طالب، والجمهور على أنه دعي يهودي الأصل، والبعض ينسبه إلى القرامطة وهى فرقة باطنية شكلت خطرًاً على الأمة الإسلامية فترة من الزمان.والذين ينسبونه إلى آل البيت يذكرون نسبه كالتالي: عبيد الله بن محمد بن إسماعيل بن جعفر بن على بن الحسن بن على بن أبى طالب.

الكاتب: د.راغب السرجاني

المصدر: موقع قصة الإسلام